الأربعاء، 8 أغسطس 2012

العباس السكري يكتب: دراما الصعيد مختزلة فى تجارة السلاح والثأر

إفلاس شديد فى الفكر والمضمون، يعانى منه بعض كتاب الدراما الذين تطرقوا لطرح قضايا المجتمع الصعيدى على الشاشة هذا العام، واقتصر المؤلفون فى أعمالهم على طرح موضوعات نمطية ومكررة، تمت مناقشتها فى أعمال متعددة أخذت نفس الطابع الذى يعتمد على قضايا السلاح والثأر والآثار.

لجأ السيناريست أحمد محمود أبو زيد لمناقشة تجارة "السلاح" وكيفية استيراده من الخارج للداخل بأسلوب المتاجرة، فى مسلسله "خطوط حمراء" بطولة أحمد السقا ومنذر رياحنة ورانيا يوسف وإخراج أحمد شفيق، وهى الفكرة التى باتت مستهلكة فى جميع الأعمال الصعيدية، إضافة لتطرق السيناريو إلى مسألة الثأر التى ناقشتها كل دراما الصعيد من قبل، ولعل مسلسل "موعد مع الوحوش" بطولة عزت العلايلى وخالد صالح، ناقش بشكل كبير قضية تجارة السلاح من الخارج للداخل إضافة إلى قضية الثأر أيضا.

كما اقتصر مسلسل "سيدنا السيد" بطولة جمال سليمان وحورية فرغلى، إخراج إسلام خيرى، على طرح قضية "الآثار" والتنقيب عنها فى بعض مناطق الصعيد، داخل "نجع السيد"، الذى يحكمه "فضلون الدينارى"، ولم يجد مؤلف العمل ياسر عبد الرحمن أحمد، وسيلة لتصاعد الأحداث سوى الزج بمطاريد الجبل، لتزداد الأحداث سخونة وصراعا بينهم وبين "فضلون الدينارى"، ويبدو أن السيناريست سار على خطى الأعمال الصعيدية السابقة التى لابد أن تبرز دور المطاريد خلال الأحداث، رغم مناقشة قضية الآثار بالكامل فى مسلسل "الفرار من الحب" بطولة آثار الحكيم ورياض الخولى.

ويتطرق المخرج جمال عبد الحميد مؤلف ومخرج مسلسل "شمس الأنصارى" بطولة محمد سعد، ولقاء الخميسى، لطرح قضية "الثأر" بشكل ملحمى، حيث تعمد المخرج وضع أسس فى مسألة الثأر، تحمل مبدأ "القصاص العادل" العين بالعين، إضافة إلى مناقشة قضية توريد السلاح أيضا، من خلال رجال الجبل الذى يتزعمهم فاروق الفيشاوى.

وتظهر مطاريد الجبل بصورة كبيرة فى مسلسل "ابن ليل" للمخرج إسماعيل عبد الحافظ، وبطولة مجدى كامل وفريال يوسف، حيث صورهم مؤلف العمل طارق بركات بأنهم أداة تنفيذ لمن يدفع لهم "التسعيرة" المطلوبة.

ويبدو أن مؤلفى الأعمال ساروا على نمط قديم فى طرح قضايا تمت مناقشتها واستهلاكها أكثر من مرة، رغم أن منطقة الصعيد تعج بالقضايا المهمة التى لم يتطرق إليها أحد، وانحصرت القضايا فقط فى مسألة الثأر ومطاريد الجبل وتجارة السلاح والآثار.

ويعقب الكاتب الكبير محمد صفاء عامر، على تناول قضايا الصعيد بشكل نمطى قائلا "منطقة الصعيد ممتلئة بالمشاكل والقضايا التى يرغب أهل الصعيد فى طرحها على المسئولين، لكن عدم معرفة بعض الكتاب بحال أهل الصعيد، يجعلهم يتناولون القضايا بدون ابتكار وتجديد، إضافة لعدم القدرة والخبرة على تطور مستوى المادة الدرامية التى تطرح على الشاشة".

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق