الخميس، 16 أغسطس 2012

"مع سبق الإصرار" يعيد اكتشاف نجومه

 

الكثير من الأعمال الدرامية لا تحمل رسالة محددة تهدف إلى إيصالها إلى الجمهور، لكنها تكون أعمالا جيدة جديرة بالمشاهدة وتنال إعجاب المشاهدين، مسلسل «مع سبق الإصرار» واحد من هذه الأعمال التي تفتقد إلى الرسالة لكنه عمل جذاب يحمل الكثير من جوانب الإجادة وتتوافر فيه متعة المشاهدة.

المسلسل قصة وسيناريو وحوار أيمن سلامة ومن إخراج محمد سامي في ثاني تجربة درامية له بعد مسلسل «آدم» الذي عرض في رمضان الماضي، وبطولة غادة عبد الرازق، ماجد المصري، عبير صبري، طارق لطفي، روجينا، أحمد راتب، محمد شومان، رحاب الجمل وميار الغيطي.

تدور أحداثه من خلال الشخصية المحورية للعمل وهي «فريدة الطوبجي» استاذة القانون الجنائي والمحامية الشهيرة التي لم تدخل قضية إلا وتكسبها، وتحصل على البراءة لموكليها من تجار المخدرات وأصحاب الأعمال غير المشروعة.

في الوقت نفسه تعيش فريدة في اضطراب عاطفي بين زوجها القاسي القلب الذي يمثل النقيض لشخصيتها، والشخص الذي تعشقه ثم تتزوجه فيما بعد، لكن فجأة تتعرض حياتها للكثير من المآسي حيث يموت طفلها الصغير، ويسقط ابنها الأكبر في بئر المخدرات وتتعرض ابنتها الوحيدة لفضيحة، لتكتشف ان حبيبها وزوجها الجديد هو سبب كل الكوارث التي حلت بها وبأولادها بدافع الانتقام منها بعد ان كانت السبب في تحطيم حياته ودخوله السجن في احدى قضاياها.

إيقاع سريع

رغم أن المسلسل قد ينظر إليه البعض على أنه ينتمي إلى دراما الجريمة المثيرة، ويخلو من رسالة غير الانتقام، فإنه يتميز من خلال السيناريو المحكم للعمل بالجاذبية والإيقاع السريع للأحداث دون مط أو تطويل، بالإضافة إلى تميز العمل بالتوازن الدرامي والاهتمام بالتفاصيل الدقيقة.

مخرج متمكن

المخرج محمد سامي يستحق إشادة لأنه العامل الأول وراء نجاح هذا العمل، فقد ساعد الكثير من نجوم العمل على التألق لدرجة أنك تعتقد أن كلا منهم يعيد اكتشاف نفسه من جديد، غادة عبد الرازق تخرج من أسر أدوار الإغراء والفتاة الشعبية إلى دور معقد وصعب أدته ببراعة وصدق، ويعتبر بمنزلة علامة في تاريخها الفني إن لم يكن دورها الأفضل على الإطلاق.

لم يكن التألق من نصيب غادة عبد الرازق وحدها فالمسلسل يشكل حالة فريدة من التألق الجماعي، وتغيير جلد الكثير من أبطاله، وكان لافتا أن اختيار المخرج لنيولوك لكل نجم على حدة فكرة ذكية، حيث يشعر المشاهد كأنه يرى هؤلاء النجوم لأول مرة، وعلى رأسهم أحمد راتب وماجد المصري وطارق لطفي وروجينا.

تتر مميز وتنويه

بقيت ملاحظتان حول العمل، الأولى تتعلق بتتر العمل الذي جاء بطريقة مبتكرة جعلته أحد أجمل التترات في دراما رمضان هذا العام، حيث استعان المخرج محمد سامي بالفنانة العمانية شيماء المغيري لترسم تتر العمل بالرمال على أنغام الأغنية العذبة المعبرة لإليسا.

أما الثانية فهي تتعلق بهذه الإشارة التي توضع على الشاشة في بداية العمل، ويتم التنويه من خلالها بأن العمل يتضمن ألفاظا قد يراها البعض غير لائقة، ويبدو أنه تم وضعه بعد النقد اللاذع الذي وجه الى الأعمال الرمضانية على هذا الانفلات اللفظي الذي ينتشر عبر الكثير من مشاهدها.

لكنني لا اتفق مع ما يقوله التنويه بأن هذه الألفاظ وراءها ضرورة درامية، فالكثير من الألفاظ لا ضرورة لها على الإطلاق وكان يمكن الاستغناء عنها باستخدام التلميح بدلا من هذا التصريح الفج.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق