شهدت أفلامه خلال الثلاثة أعوام الماضية العديد من التساؤلات وعلامات الاستفهام على النقيض تماما من أعماله السابقة التي كانت تلقى مدحا على النطاقين الجماهيري والنقدي، ولكن ما الذي حدث للفنان احمد السقا وما السبب الذي استدعى محامي مصري أن يقيم دعوى قضائية ضده يتهمه فيها بالإساءة إلى الإسلام في فيلمه "ابن القنصل" الذي عرض في سباق عيد الأضحى السينمائي ولم يحقق النجاح الذي كان متوقعاً من نجم بحجم وموهبة وإمكانيات احمد السقا الذي يؤكد الكثيرون أن السقا لا زال بداخله الكثير من الطاقات الفنية لكنها لم تستغل بعد:
الفنان احمد السقا ماذا تشعر حيال فيلمك
(ابن القنصل) وما هو تقييمك الشخصي له كمشاهد؟
اشعر برضا الحمد لله ولكن لا يوجد لدي تقييم شخصي، فدائما لا أحب أن أقيم أعمالي بنفسي أفضل أن يقيمني الجمهور فذلك أفضل بالنسبة لي.
ما سبب اتجاهك للكوميديا في هذا العمل؟
أنا لم أقدم عملا كوميديا خالصا، فعلى سبيل المثال مثلا لم أقدم (ابن القنصل) لأنافس هنيدي وحلمي وسعد فهم نجوم كوميديا من الدرجة الأولى ولا يمكن أن أنافسهم وإلا طلعت خاسر من المعركة ولكن في يومنا العادي تحدث مواقف مضحكة دون أن نقصد بها إضحاك من حولنا وهو ما حدث في فيلم (ابن القنصل) لان الفيلم عبارة عن حدوته سينمائية خفيفة الظل.
تفاجأنا قبل أيام بمحامي مصري يقيم دعوى قضائية ضد صناع فيلمك (ابن القنصل) يتهمهم بأنهم أساءوا للإسلام خاصة في شخصيتك؟
لقد سمعت هذا الكلام ولكني على يقين أن المحامي لم يشاهد الفيلم لأنه لو شاهده ما كان سيقول هذا الكلام فأين الإساءة للدين وماذا فعلت خلال أحداث الفيلم حتى يقال عني ذلك، فالمزايدة على الدين لا اقبلها وليس من حقه أن يقول أن السقا أساء إلى الدين ومن لا يعرف سينما عليه أن لا يتحدث في أمور تخص السينما ومفرداتها.
لكنه استند إلى ظهورك بلحية وجلباب وتتحدث باسم الدين وفي نفس الوقت ترتكب جرائم التزوير؟
لي سؤال واحد فقط وأرجو أن يجاوبني عليه هذه المحامي بمصداقية كم من ملتحيين يتخذون من اللحية ستارا لأفعال إجرامية تماما مثل كم من منقبة ترتكب جرائم ورجال كذلك يرتدون النقاب من اجل ارتكاب مصائب عديدة؟ أرجو أن يجيبني الأستاذ المحترم عبد الحميد شعلان.
وهل علينا أن نقدم النماذج السيئة للسينما أم نحاول تصحيح الصورة الخاطئة؟
ليس علينا أن نكون مثاليين في أعمالنا فالمثالية غير موجودة على ارض الواقع ونقلها على الشاشة سيفقدنا المصداقية أنا معك أن هناك بالطبع ملتحون محترمون اطالوا لحيتهم أسوة بالرسول، عليه الصلاة وأفضل السلام، ومسلمون على حق لكن دعنا نكون صرحاء ونقول إن هناك أيضا آخرون أطلقوا لحيتهم ليخدعوا الناس بمظهرهم ويرتكبوا جرائم من وراء هذه اللحية وهذا ليس إساءة إلى الدين، حاشا لله، فانا إنسان مسلم أؤدي فروضي وصلاتي ولا اقبل أن يسئ أي إنسان إلى ديني لكن تحري المصداقية شيء ضروري فلا يمكن أن تكون إقدامنا على الأرض ونحلق في السماء نطير بأنفسنا إلى عالم الخيال والمثالية الذي فقدنا الكثير منه.
هل لا ترى أن هناك شيء مثالي؟
الكمال والمثالية لله وحده وكلنا بشر وخطاءين وعلينا أن نؤمن بذلك ونعترف به وليس معنى كلامي أننا أشرار مثلا ولا يوجد خير على الأرض بل بالطبع فهناك خير وحب وكل شيء جميل لكن ليس هم فقط السائدين فالشيء ونقيضه موجودين ولا اعتقد أنه من الممكن أن يعارضني احد في كلامي فطيلة حياتنا نعيش بخير وشر فلا يوجد شخص على طيلة الخط يعيش مثالي وأيضا لن يعيش شرير فالمتناقضات تملأ حياتنا.
دخلت سباق أفلام عيد الأضحى مع كل من عادل إمام واحمد حلمي ومحمد رجب الم تكن تخشى المنافسة وألم تفكر في تأجيل فيلمك ليحصل على فرصة مشاهدة أكثر؟
اندهش دوما حينما يسألني احد هذا التساؤل لأني أراه فعلا تساؤل غريب فطيلة عمر السينما المصرية وبها عنصر التنافس في الأفلام بين النجوم وارى أن تقييم الفيلم الجيد من الرديء هو أن يدخل وسط مجموعة من الأفلام الكبيرة التي يحمل بطولتها نجوم كبار وإذا حقق نجاحا فهذا معناه أن الفيلم يستحق وإذا لم يحقق نجاح وسط الكبار وينجح حينما ينزل بمفرده فهو يعنى فشل ذريع للفيلم لانه طبيعي أن الجمهور يكون متشوق لدخول السينما وإذا وجد فيلم واحد سيضطر لدخوله.
هل تابعت أي من أفلام العيد؟
لا حتى الآن لم يسعفني الوقت لمشاهدتها لكن إن شاء الله "لازم ادخل أشوف الناس الجامدة دي عاملين إيه".
كيف ترى الفنان عادل إمام الآن وهو يدخل منافسا لأفلام الشباب؟
عادل أمام أراه حالة استثنائية بجد لأنه ما شاء الله عليه ربنا يعطي له طيلة العمر اشعر انه ساند السينما المصرية وساند جيل الشباب كله وحفاظه على التواجد بهذا النجاح الرهيب يدخل على ذكائه في الاختيارات التي يختارها فهو لا يقدم فيلم لمجرد أن يكون متواجد لان هذا الرجل شبعان سينما وشبعان تمثيل بوجه عام يعنى ليس في حاجة لان يقبل على عمل غير مقتنع به فالتواجد والانتشار مرحله انتهت من زمان له لذا فهو ناجح وسيظل ناجحا حتى الشباب اللذين خرجوا من تحت يده ناجحين زى احمد مكي وخالد سرحان ونيكول سابا وغيرهم فكل هؤلاء تخرجوا في مدرسة عادل أمام الفنية وهو فنان ليس له منافس، ويكفى جدا انه يضحك نجوم الكوميديا فأتذكر أنى حينما اجلس مع أي فنان كوميدي نتحدث عن من يضحكهم يقولون لي دون تفكير عادل إمام.
منذ فيلمك (إبراهيم الأبيض) مرورا بفيلم (الديلر) وأخيرا (ابن القنصل) هناك انتقادات كثيرة توجه لك فهل ترى أن اختياراتك اصابها شيء من الخطأ؟
لا على الإطلاق فانا وصلت لمرحله لا يوجد بها مكان للخطأ ولكن بعيدا عن فيلم (الديلر) الذي لا أريد الحديث عنه فان فيلم (إبراهيم الأبيض) نجح وان كان بجرعة كبيرة من العنف وذلك هو النقد الذي وجه له لكنى رديت وقلت أن العنف الذي قدم في هذا الفيلم مبرر دراميا أي له سبب وتأثير ولم يتم حشره لمجرد أنى أريد أن أقدم عنف فالفيلم يشارك به مجموعة من الناس من منتج مؤلف ومخرج ومدير تصوير وآخرون فهل كل هؤلاء سيرضخون لطلبي أني أريد كمية كبيرة من العنف مثلا؟ اعتقد صعب وأخيرا عن فيلم (ابن القنصل) فلا توجد انتقادات حوله بل على العكس الناس حابين حالة الفيلم جدا والأسلوب الجديد الذي ظهرنا به جميعا ليس أنا فقط فغادة عادل خرجت من ادوار الفتاة الرومانسية البريئة إلى دور مركب وصعب وخالد صالح جسد لأول مرة شخصية والدي أو الذي كنت أزعمه والدي في الفيلم وكل شخص في الفيلم تقدم بشكل جديد ومختلف ويكفي أن الفيلم من كتابة مؤلف بارع مثل أيمن بهجت قمر ومخرج متميز مثل عمرو عرفة.
سمعنا تصريح لك من قبل تقول انك تمنع أولادك من مشاهدة أفلامك لماذا؟
لم أقول هذا الكلام تحديدا ولكن قلت بعض المشاهد في أفلامي لكونها لا تناسب أعمارهم مثل مثلا مشاهد في فيلم (إبراهيم الأبيض) لكونه تثير لديهم الفزع والرعب ولا يمكني أن أؤذيهم بهذه المناظر الدموية مثلا.
هل ساهم أولادك في أي تغير بالنسبة لاختياراتك الفنية؟
لا على الإطلاق فانا قبل مجيئهم وهناك ادوار معينة لا يمكنني أن أقوم بها مثل القبلات مثلا.
لكنك سبق قدمت القبلة في فيلم (صعيدي في الجامعة الأمريكية) مع الفنانة سهام جلال؟
كانت في بداياتي لكنى الآن إذا عرض على هذا المشهد مرة أخرى سأرفضه لأني فعلا ندمت على هذه القبلة مع احترامي لزملائي اللذين يؤدون مثل هذه المشاهد لكنها ضد قناعاتي ولا يمكنني إذا عاد بي الزمن أن أقدمها.
بمناسبة الحديث عن هذا الفيلم الذي كان يجمعك بهنيدي وهاني رمزي ومنى زكي وغادة عادل هل ترى انه من الممكن أن يعاد مثل هذا الفيلم بهذا الكم من النجوم الآن؟
أتمنى ذلك وموافق عليه جدا ولا يهمنى أن أكون بطل مطلق وهذا الكلام لان فيلم صعيدي في الجامعة الأمريكية كان كل من شارك فيه بطل في مكانه وكانت حالة فعلا جميلة أتمنى بالطبع أن تتكرر.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق