السبت، 4 أغسطس 2012

فوزية سلامة تكتب: عادل إمام ويحيى الفخراني وجمال سليمان




القبول عند الاخر نعمة .وقد ادركت قيمة هذه النعمة مبكرا لأنني كنت اتوقف كثيرا عند دعاء امي لأولادها. كانت تتجه بوجهها نحو السماء وتقول ربنا يجعل في وجهك جوهرة وفي فمك سكرة. والمعني باختصار هو ان يتقبلك كل من يراك. ينظر الي وجهك فيظن انه ينظر الي جوهرة نفيسة. ويتقبل تواصله معك وكأن كل كلمة تخرج من بين شفتيك هي كلمة مغلفة بحلاوة السكر.
لاشك انه دعاء جميل ونعمة كبري ,وان كانت الدنيا علمتني اننا لا تستطيع ان نرضي جميع الناس في جميع الاوقات.



هذا القبول أو عدمه ينسحب علي نواح كثيرة في علاقتنا بالاخرين في مواقع العمل وفي الحياة اليومية وفي البيع والشراء وفي زمالة الدراسة ايضا. فانت حين تلتقي بآخر اما تجد نفسك مقبلا ام مدبرا لأسباب لا تسمح لك الظروف بتحليلها الي دوافع واسباب.
ولاشك ان تفضيل فنان علي آخر هو جانب من جوانب الرفض او القبول استنادا الي سمات تلتقطها حواسك اثناء مشاهدة عمل من اعماله. وقد انتبهت لتلك الحقيقة وانا اتجول بين المحطات الفضائية بحثا عن عمل يجذب انتباهي. وحين طالعني وجه عادل امام أسعدني انه عاد الي الشاشة الصغيرة بعد غياب ومنيت نفسي بمشاهدة طيبة الي ان هاجت شجوني وحزنت لأن العمل يختزل بطولة المخابرات المصرية في اقدام فرقة ناجي عطالله علي سرقة بنك اسرائيلي.
ثم صادفني وجه جمال سليمان في مسلسل سيدنا السيد . ورغم ان المسلسل يتناول جوانب سلبية من ثقافة صعيد مصر وخصوصا ما يتعلق منها بعاملة النساء ما شدني الي المتابعة هو الفنان. ولمن لا يعرف فان جمال سليمان الاستاذ بمعهد الفنون المسرحية في سورية يأسر مشاهده بصوت مميز وبانفعالات تعكسها ملامح وجهه بلا حاجة الي حوار. وكلما شاهدت حلقة جديدة قلت لنفسي: اعط العيش لخبازه ولو اكل نصفه.

أما العمل الذي أكد عندي قبولي للفنان الكبير يحيي الفخراني فهو مسلسل الخواجة عبد القادر الذي كتبه عبد الرحيم كمال واخرجه شادي الفخراني. حين ادركت ان الفخراني يقوم ببطولة مسلسل بحثت عنه من دون ان اعرف موضوع المسلسل لا لسبب سوي ان هذا الفنان يجد عندي قبولا كبيرا.
. ومن محاسن الصدف ان الخواجة عبد القادر مسلسل يقوم علي فكرة تخاطب العقل والروح وهي ان الصدق والرحمة هما البوابة التي يعبر منها الانسان الي محبة الله . ولأن المجال لا يتسع هنا لسرد قصة المسلسل اكتفي بأن اقول انها رحلة انسان من اليأس والهرب من الحياة في الخمر الي الايمان والدخول في دين الله والسعي لفعل الخير ما استطاع.
وفضلا عن اداء الفخراني اجتمعت للمسلسل كل العناصر الفكرية والفنية من حوار الي تصوير الي اخراج فجعلته في رأيي افضل ما شاهدت هذا العام. واحقاقا للحق اقول ان الوقت لا يتسع لمشاهدة جميع الاعمال.ولا شك ان بعضها جيد ولكن لم يسمح الوقت بمتابعتها.

وقبل ان تنهض فرقة حبيبك يبلع لك الزلط وعدوك يتمني لك الغلط فتتدفق التعليقات البذيئة والاتهامات المغرضة وترشقني بالفسق لأني اشاهد التليفزيون اقول: اللهم اني صائمة ايمانا بك واحتسابا لك وانني اصلي الفروض واقرأ القرآن واقوم الليل واتهجد أملا في الرحمة والمغفرة واعد طعام اهل بيتي واؤدي عملي بكفاءة واخلاص , ويحلو لي ان اشاهد التليفزيون احيانا.

ولذلك اتمني من القراء الذين لا تنقصهم الشجاعة الادبية فيعترفون بأنهم مثلي يشاهدون التليفزيون ان يتفضلوا علي بأرائهم فيما شاهدوا والاسباب التي جعلت بعض الوجوه وبعض الاعمال مقبولة عندهم .
في انتظار آرائكم اتمني لكم صياما مقبولا وذنبا مغفورا .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق